مهندس احمد براني مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح مشروع المليون ونصف فدان بالفرافرة

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، أول إنتاج لمشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، وذلك من المرحلة الأولى للمشروع في الفرافرة بمنطقة «سهل بركة». وأعطى السيسي إشارة البدء للحصاد، كما تم الانتهاء من إنشاء قرى الريف المصري الجديد بالمشروع بما تشمله من مرافق وخدمات متنوعة، فضلاً عن إنجاز البنية الاساسية اللازمة لاستصلاح 21 ألف فدان إضافية.

وقد ألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة استهلها سيادته بتوجيه التهنئة للمواطنين للاحتفال بعيد العمال وكذا للأخوة المسيحيين لاحتفالهم بعيد القيامة المجيد. كما وجه الرئيس التهنئة والتحية لعدد من شباب الرياضيين المصريين الذي رفعوا اسم مصر عالياً في المحافل الرياضية الدولية وحصدوا مراكز متقدمة في عدد من الرياضات.

وحرص الرئيس خلال كلمته على طمأنة الشعب المصري على مستقبل البلاد، منوهاً إلى أن قوى الشر والسوء لا تدرك أن من اتخذ مواقف وطنية في أصعب الظروف لا يمكن أن يخشى المستقبل، منوها إلى انه اتخذ عدد كبير من القرارات المصيرية قبل وبعد توليه منصبه رئيساً للجمهورية وذلك بثقة كاملة وخطى واثقة تمضي نحو المستقبل بثبات ونجاح.

واستعرض الرئيس خلال كلمته عدداً من المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها الدولة، وفي مقدمتها مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان الذي يهدف لإنشاء مجتمع عمراني تنموي متكامل، منوها إلى أن الدولة اختارت أن تقدم هذا المشروع من خلال نموذج واقعي وحقيقي تمثل في الأراضي التي تم استصلاحها بمنطقة الفرافرة. وأشار الرئيس إلى أنه تم الانتهاء من حفر ألف بئر صالحة لزراعة 400 ألف فدان، منوها إلى أنه سيتم تمليك الاراضي للمستفيدين فور التعاقد دون الدخول في أي إجراءات بيروقراطية أو فساد بحيث تكون جاهزة لبدء العمل فوراً. وأوضح الرئيس أنه سيتم الانتهاء من مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان في غضون أربع سنوات وبتكلفة إجمالية تبلغ نحو 60 مليار جنيه.

وعرض الرئيس خلال كلمته لمشروع الشبكة القومية للطرق منوهاً إلى أنه تم إنشاء وتطوير 5000 كم من الطرق بتكلفة 50 مليار جنيه، فضلا عن الانتهاء من بناء 135 كوبري ستتم زيادتها إلى 150 كوبري بنهاية العام الجاري بتكلفة إجمالية تبلغ 30 مليار جنيه، فضلاً عن 2000 كم من الطرق سيتم إنشاؤها في سيناء.

كما استعرض الرئيس مشروع تنمية سيناء بتكلفة تتراوح بين 20-30 مليار جنيه، فضلاً عن إنشاء أربعة أنفاق لربط سيناء بالوادي. واوضح الرئيس أن ماكينات حفر الانفاق يتم تجميعها تباعاً لتبدأ في حفر الأنفاق على مدار أشهر يونيو وأغسطس وأكتوبر وديسمبر المقبلة، ليتم إنجاز جميع الأنفاق خلال عامين فقط. وأشار الرئيس إلى أن مشروع تنمية سيناء يضم أيضاً إنشاء مزارع سمكية وخطين لإنتاج الأسمنت و15 مصنعاً للرخام، وزراعة 200 ألف فدان، ومحطتين لمعالجة المياه، علاوة على التجمعات البدوية.

وأشار الرئيس أيضاً خلال كلمته إلى مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، والذي تم في إطاره إنجاز حفر قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط بأموال وسواعد المصريين، وهو الأمر الذي كان مثارَ إعجابٍ دولي. وذكر الرئيس إلى أن القناة الجديدة كان لها أكبر الأثر في استمرار حركة الملاحة البحرية بالقناة على الرغم من جنوح إحدى السفن بالقناة، وهو الأمر الذي جنب الدولة المصرية خسائر تقدر بنحو مليار و60 مليون دولار، علاوة على زيادة إيرادات قناة السويس بعد انجاز القناة الجديدة. وأشار الرئيس إلى أن المشروع يتضمن كذلك إنشاء مناطق صناعية، وعدة موانئ من بينها ميناءا شرق التفريعة والعين السخنة.

كما عرض الرئيس لمشروع الإسكان الاجتماعي الذي يضم حوالي 600 ألف وحدة سكنية من المنتظر ان يتم تسليم معظمها في أبريل 2017، مشيرا إلى ان طلبات الحصول على الوحدات السكنية بلغت 370 ألف طلب خلال الأيام الأولى من فتح باب الحجز في الوحدات. ونوه الرئيس إلى أنه جاري العمل على استبدال العشوائيات الخطرة بحوالي 50 ألف وحدة سكنية. واستعرض الرئيس أيضا الجهود الجارية لتنفيذ مشروعات معالجة مياه الصرف الصحي منوهاً إلى أن الطاقة الانتاجية للمحطات الحالية تبلغ 20 مليون متر مكعب، وأنه سيجري العمل على إنشاء محطات معالجة جديدة تعمل بتقنية المعالجة الثلاثية فائقة الجودة لتنقية 3.6 إلى 7 مليارات متر مكعب سنوياً. وأشار الرئيس إلى أنه في إطار المشروع القومي للكهرباء ستتم مضاعفة إنتاج الكهرباء بتكلفة إجمالية تبلغ 400 مليار جنيه.

كما عرض الرئيس لجهود إنشاء ست مدن جديدة تضم شرق بورسعيد ومدن الاسماعيلية الجديدة والسويس الجديدة والعلمين الجديدة والعاصمة الادارية الجديدة ومدينة الجلالة، مؤكداً على أهمية تعظيم الاستفادة من قيمة أراضي تلك المدن.

وأشار الرئيس إلى أن الدولة تولي اهتماماً لمشروعات تنمية الثروة السمكية، منوها إلى ان شهر أغسطس 2016 سيشهد افتتاح مزرعة سمكية على مساحة 20 ألف فدان في بركة غليون بكفر الشيخ، كما سيتم في أكتوبر القادم افتتاح مزرعة أخرى بشرق التفريعة على مساحة 25 ألف فدان. وأوضح الرئيس أن تلك المزارع السمكية تمثل مشروعات متكاملة إذ تضم المصانع ذات الصلة بإنتاج أعلاف الأسماك والثلج والتعبئة والتغليف وغيرها. وقد دعا الرئيس الشباب إلى الاستثمار في مشروعات تنمية الثروة السمكية بعيداً عن أي إجراءات بيروقراطية.

وأوضح الرئيس إلى أن إجمالي تكلفة هذه المشروعات القومية تبلغ تريليون و300 مليار جنيه، إلا أنه تم توفير 260 مليار جنيه من التكلفة لتبلغ تريليون و40 مليار جنيه.

وفي ختام كلمته، أكد الرئيس على أهمية مواصلة الدولة لعملية التنمية الشاملة وتحقيق النهوض الاقتصادي لتتبوأ مكانتها اللائقة على الصعيد الدولي. ونوَّه الرئيس إلى أنه كلما حققت مصر نجاحاً وتقدماً كلما زادت مخططات قوى الشر والسوء ومحاولتها لعرقلة مسيرة التنمية. وأكد الرئيس أن مصر ستحيا بشعبها العظيم وبوحدة المصريين، مشدداً على أهمية نبذ الفرقة والخلاف ومواصلة العمل والجهد وزيادة الوعي الحقيقي لدى المواطنين. كما وجه الرئيس الشكر لكل من ساهم في إنجاز مشروع الفرافرة كمرحلة أولى ونموذج لمشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان.

وقد قام الرئيس بجولة تفقدية لكافة وحدات المشروع واستمع خلالها إلى شرح تفصيلي لمختلف تلك الوحدات التي تشمل المنطقة الزراعية بمساحة عشرة آلاف فدان تمت زراعة 5500 فدان منها بالشعير و2000 فدان بالقمح، فضلاً عن 2500 فدان تمت زراعتها بالخضراوات والموالح. كما تفقد الرئيس المنازل الريفية بالمشروع، حيث تبلغ مساحة المنزل الواحد مائتي متر وبتصميم يتناسب تماماً مع الاحتياجات والتقاليد الريفية، فضلا عن إمكانية تعليته، وذلك بالإضافة إلى مختلف الخدمات والمرافق مثل البنك الزراعي وحضانات الأطفال والوحدة الصحية ومكتب البريد وعدد من المساجد بسعات مختلفة بالإضافة إلى كنيسة جاري تدشينها وتم تنفيذ 60% منها حتى الآن.